تعتبر الديمقراطية من أهم المطالب الشعبية في كل أنحاء العالم؛ نظرًا لما توفره من حريات، وما تكفله من حقوق إنسانية وسياسية واجتماعية. ولا يتوقف دور الديمقراطية على كونها أسلوبًا من أساليب الحكم، بل هي منهج في الحياة، قد تأخذ به الحكومات، كما قد تأخذ به المؤسسات المجتمعية الأخرى، مثل الأسر والجمعيات والهيئات والأحزاب وأماكن العمل؛ حيث إنَّها آلية تتعلق بكيفية اتخاذ القرارات التي تؤثر على جماعة من الناس. ولكي نحكم على نظام ما بأنه ديمقراطي، فلا بد أن تتوافر فيه معايير معينة، والتي سنتعرف عليها من خلال الدراسة التي يجريها هذا الكتاب عن الديمقراطية، بكل جوانبها.
الديمقراطية (Democratia ): هي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية "Demos " ، وتعني عامة الناس، و "Kratia " ، وتعني حكم، وبالتالي فالـ "Democratia " ، تعني حكم عامة الناس؛ فالديمقراطية عبارة عن شكل من أشكال الحكم الذي يقوم فيه الشعب بحكم نفسه، ولتكوين نظام ديمقراطي؛ فلا بد من وجود مجموعة من المواطنين الذي يشاركون في صنع القرار، وفق شكل من أشكال الإجراء الجماعي، وقد يكون هذا الإجراء مباشرًا، مثل الاستفتاء، أو غير مباشر، كانتخاب برلمان يعبر عن أراء الشعب، ويجب أن يعترف الشعب بشرعية هذا الإجراء، وبأنه سيقبل نتائجه أيًا كانت؛ فلا يعترض بعض المواطنين، ممن يرون النتائج مخالفة لميولهم، كما يجب أن يكون هذا الإجراء فعالًا وحقيقيًا ومعبرًا عن رغبة الشعب؛ فالانتخابات المسرحية، والمعدة نتائجها سلفًا، لا تعد انتخابات ديمقراطية، ولا بد أن تكون الدولة ذات سيادة تُمَكِنها من تنفيذ رغبة الشعب؛ فالانتخابات الديمقراطية ليست مجدية إذا كان بمقدور قوة خارجية إلغاء نتائجها.
ولقد كانت الديمقراطية الأثينية أول الأمثلة التي تنطبق عليها المفاهيم المعاصرة للحكم الديمقراطي؛ فقد امتلك كل مواطني أثينا - بغض النظر عن درجة فقرهم - الحق في التصويت، والتحدث في الجمعية العمومية، ولقد كان مواطنو أثينا القديمة يتخذون قراراتهم مباشرة، بدلًا من التصويت على قرارات نواب ينوبون عنهم في اتخاذها، وهذا الشكل من الحكم الديمقراطي يسمى بـِِِِِِ "الديمقراطية المباشرة " أو "الديمقراطية النقية ". أما أول أشكال الديمقراطية النيابية، فظهر في جمهوريات الهند القديمة في القرن السادس قبل الميلاد، ومن بينها جمهورية (فايشالي ) التي تعتبر أول حكومة جمهورية في تاريخ البشرية، كما ظهر الحكم الديمقراطي في القرن الرابع قبل الميلاد في دولتي (ساباركايي ) و(سامباستايي )، وهما ما يعرفان اليوم بـِِِِِِ (باكستان ) و (أفغانستان )، ورغم هذا الظهور المبكر للديمقراطية، إلا أنه في عام 1900م، لم يكن يوجد نظام ديمقراطي ليبرالي واحد يضمن حق التصويت وفق المعايير الدولية، وإن وُجِدَت بعض الدول التي تطبق ممارسات ديمقراطية محدودة، ولكن هذا تغير مع مرور السنين؛ ففي عام 2000م، كانت 120 دولة من دول العالم ال129 قد أصبحت تعد ديمقراطيات ليبرالية.
النوع الأول هو "الديمقراطية المباشرة " أو "الديمقراطية النقية ": وهو نظام يصوت فيه الشعب على قرارت الحكومة مباشرةً، وسُميَت بـِِِِِِ"الديمقراطية المباشرة " ؛ لأن الناس يمارسون - بشكل مباشر - سلطة صنع القرار من دون وسطاء أو نواب ينوبون عنهم، وهذا النوع من الديمقراطية صعب التطبيق؛ بسبب صعوبة جمع كل أفراد الشعب في مكان واحد؛ من أجل عملية التصويت؛ لذا فهو لم يُطَبَق إلا في المجتمعات الصغيرة نسبيًا، مثل أثينا القديمة. أما النوع الثاني من الديمقراطية؛ فهو "الديمقراطية النيابية ": وهو نظام سياسي يصوت فيه أفراد الشعب على اختيار نواب عنه، يقومون باتخاذ القرارات التي تتفق ومصالح الناخبين، وتُسَمَي "نيابية " ؛ لأن الشعب لا يصوت على قرارات الحكومة بنفسه، بل ينتخب نوابًا يقررون عنه، وقد شاع هذا الشكل من الحكم الديمقراطي في أغلب بلاد العالم.
ويمكن تقسيم الديمقراطيات أيضًا إلى "ليبرالية " و "غير ليبرالية "، وفي الديمقراطية "الليبرالية " أو "الدستورية " تكون السلطة الحاكمة خاضعة لسلطة القانون والدستور؛ مما يضمن حقوق المواطنين، وحرياتهم، ويحد من سوء استغلال السلطات، كما يعمل الدستور على تحقيق العدل من خلال وضع قيود على ممارسة إرادة الأغلبية؛ مما يحافظ على حقوق الأقليات، ولكن احترام الدستور لا يكون مضمونًا إلا بقدر ما تكون هناك هيئة قضائية مستقلة تتمتع بالسلطة، والتصميم على تنفيذ مواده، وجمهور واعٍ يقظ في الدفاع عن حقوقه. أما في الديمقراطية "غير الليبرالية "؛ فلا يوجد حدود لسلطات الحاكم المنتخب، إما بسبب عدم وجود قيود دستورية على سلطاته، أو وجود تلك القيود، ولكن يتم انتهاكها من قِبَلِه. وهكذا يحكم كيفما شاء؛ مما قد يُعَرِض الحقوق والحريات الفردية للانتهاك. وهناك نوع آخر من الديمقراطية، يُعرَف بـِِِِِِ"الديمقراطية الاشتراكية "، وهي ديمقراطية مشتقة من الأفكار الاشتراكية والشيوعية؛ حيث تهتم بتنظيم السوق، والضمان الاجتماعي، وتوفير مدارس حكومية، وخدمات صحية ممولة أو مملوكة من قِبَل الدولة.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان